بدأت بلدية الطيّبة (مرجعيون) بترميم «العين الفوقا» وتنظيفها من الأوساخ، لتعيد لها مجداً أُهمل أعواماً طويلة، وتحميها من النفايات العشوائية التي تغزوها بين فصل وآخر. من يقصدها، يخالها عين أرض شرعت أشفارها المدوزنة على إيقاع البناء القويم، نحو السماء، تتلقَّف خيرها وتعيده ماءً عذباً طيّباً للشاربين. هي من أروع عيون المياه وأجملها، في الجنوب اللبنانيّ قاطبة، إذْ يميّزها موقعها المنخفض عن سطح الأرض بنحو عشرة أمتار، غرب ساحة الطّيبة، والوصول إلى غديرها عبر درج «حلزونيّ» في تجويف من حجر صخريّ شُيِّد بإتقان، على النمط «الهرمي» المعكوس، من دائرة متسعة من أعلى وضيّقة عند حوض الماء. يتحدّث المسنّون في البلدة، عن أنّ «العين الفوقا» بُنيت منذ أكثر من مئتي عام، في أيّام العثمانييّن، ويردِّد البعض أنَّ عمرها من عمر الضيعة القديمة، أو قد تكون تاريخية رومانية نظراً إلى أسلوب بنائها الشبيه ببعض المدارج الرومانية. ويرجِّح آخرون أن يكون أبناء علي الصغير، وهو الجد الأكبر لآل الأسعد، هم من حفروها ودوزنوا جدرانها عندما استقروا في تلك المنطقة. وكانت لها قنطرة عند مدخلها، هوت بفعل القدم والإهمال وتنوي البلدية إعادتها خلال الترميم. كان الأهالي يعتمدونها مصدراً رئيساً لشرب الماء السلسبيل. تقصدها الصبايا والنّسوة لنقل المياه منها إلى البيوت، معبّأة بالجرار فوق رؤوسهن، ويعتقد الأهالي أنها تنبع من مكان غير مكانها، وتغور وسط موقعها «الدائري» لتتفجّر مجدّداً قرب «العين التحتا».
نشر هذا المقال في جريدة السفير بتاريخ 2015-07-08 على الصفحة رقم 18 – الأخيرة
http://assafir.com/article/429607
شكرا للأستاذ كامل جابر ولجريدة السفير
القسم : أخبار البلدة - الزيارات : [1464] - التاريخ : 9/7/2015 - الكاتب : السفير/كامل جابر