ابن بلدة الطيبة النائب السابق نزيه منصور راكضاً، في 21 ايار 2000، عند منطقة «المعبور» بين بلدتي القصير والحجير. هذه الصورة هي نقطة الانطلاق نحو التحرير الذي بدأ ظهر ذلك اليوم بعفوية كاملة.
قبل التقاط هذه الصورة، كان منصور مدعواً إلى غداء في النبطية، وبدأت الأخبار تصل مؤكدة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من القرى. بادر منصور إلى اتخاذ قرار التوجه إليها، «ولحقونا العالم».
تجمّع الأهالي أمام حاجز للكتيبة الفنلندية في قوات الطوارئ الدولية، التي حاولت منعهم من فتح البوابة التي تؤدي إلى وادي الحجير، الطريق الضرورية للعودة إلى القنطرة.
يتذكر منصور كيف رفع الجندي الفنلندي السلاح في وجهه في محاولة منه لثنيه عن الدخول، «لكن ما إن وضعت يدي على البوابة حتى انضمّ إليّ الشباب، فتحناها عنوة ودخلنا راكضين». من القنطرة إلى القصير فعلمان وديرسريان، وصولاً إلى الطيبة.
مسافة طويلة عبرها منصور والشباب ركضاً، قبل أن يعود ويستعين بدراجة نارية توصله إلى بلدته. وقد تناقلت وسائل الإعلام صوراً له على الدراجة النارية منطلقاً نحو بلدته الطيبة. يومها، كان العملاء لا يزالون في الموقع المشرف على البلدة، لكن على الرغم من ذلك تابع الأهالي سيرهم وأحيوا مساء ذلك اليوم احتفالهم بالنصر الذي تدحرج سريعاً ليكتمل في 25 أيار مع إعلان عيد المقاومة والتحرير.
في ذلك اليوم، أذاع التلفزيون الإسرائيلي خبر الانسحاب وعودة أبناء الجنوب مباشرة، لافتاً إلى أن «الطيبة التي تبعد 3 كيلومترات عن اسرائيل غرقت بأعلام حزب الله». «كان يوماً أشبه بالولادة، وكأن حياتنا عادت لترسم من جديد». يقول. كلّ الإنجازات التي يحققها الإنسان في حياته،لا تعادل في رأيه ما شعر به في ذلك اليوم «النجاح، الزواج، الإنجاب، العمل... كلّها أمور تصبح عادية أمام المشاعر التي تنتاب الفرد في لحظة مماثلة». كيف لا يكون الأمر كذلك «وما عجزت عنه جيوش العرب نجحنا فيه؟».
القسم : أخبار البلدة - الزيارات : [2151] - التاريخ : 21/5/2015 - الكاتب : مدير الموقع