من ذاكرة حرب تموز 2006 .. الشهيد المظلوم الحاج محمد نحلة (أبو سليم)
في حرب تموز عام 2006 كان الحاج أبو سليم نحلة ابن المئة والثلاثة أعوام وابنته خديجة بنت الثمانين في منزلهما الكائن في بلدة الطيبة الجنوبية حين بدأ العدو الاسرائيلي عدوانه على لبنان حيث احتجزت أغلب العوائل في بيوتها وما كان يتسنى لأي عائلة الخروج أو الفرار إذ لا أمان في أي مكان
لا سيما أن الطيران الاسرائيلي كان يستهدف أي تحرك يرصده " حتى الحيوانات لم تسلم " . استمر العدوان واستمر معه العدوان في بلدة الطيبة الجنوبية التي استحالت بيوتها ركاما في أغلبها وكذلك أصحابها قضوا بين جنباتها شهداء . ومع دخول العدو الاسرائيلي برا وتمركزه في العديد من المنازل سجل أفظع جرائمه بحق عائلة من آل " نصرالله " حيث قطع أوصال أفرادها إربا وكل ذنبها أنها تحمل كنية " نصرالله " وفي وقت احتدام المعارك بين جند العدو الاسرائيلي وجند الله الذين ردوا أعداء الله على أعقابهم باستبسالهم وعزيمتهم المستمدة من سيد الشهداء "ع" والنداء يصدح يا أبا عبد الله .وبين لحظات الحرب الدائرة كان الحاج أبو سليم صابرا جالسا في منزله يتلو القرآن ويناجي ربه بأن ينصر مجاهدي المقاومة الاسلامية ويرفع هذه الشدة وعندما وصلت الحرب يومها الثالث بعد العشرين من شهر تموز وقبيل انتهاء الحرب بعشرة أيام قصف بيت الحاج " أبو سليم " ودمر قسم منه لكنه نجا وابنته بأعجوبة فنادى ابنته خديجة قائلا : "" قومي يا بيي لنمشي صوب الساحة بركي في شي فان نازل عبيروت مننزل معو """. فتاكأ أبو سليم على عكازه بيد واصطحب ابنته خديجة بيد ومشيا إلى ساحة البلدة فاقترب وقتذاك منهما أحد المجاهدين المتمركزين في الساحة وقال لهما : فتشا عن مكان آمن فليس من مجال الآن للذهاب الى أي مكان وها هي الحرب تلملم أذيالها وشارفت على نهايتها والنصر لنا بعون الله . عاد الحاج" أبو سليم وابنته " أدراجهما قاصدين طريق عام " ديرسريان " واستمرا بالسير إلى أن وصلا إلى محطة نحلة للمحروقات فجلسا قليلا ليستريحا وهنا بدأت رحلة الموت ... الحاج أبو سليم وابنته لم يعلما أن المنزل المقابل للمحطة يتمركز فيه جند العدو الاسرائيلي فما كان من جنود الغدر الا أن صوبوا النار على صدر الحاج أبو سليم فأردوه أرضا وارتقى روحه إلى بارئه ومضى شهيدا محتسبا وليؤكد جنود العدو على خبثهم وحقيقة إجرامهم أبقوا على خديجة حية مذهولة بموت أبيها بين يديها من جهة ولكي تكون كطعم يصطادون به مجاهدي المقاومة الاسلامية ظنا منهم أن المجاهدين لن يتركوا الحاج وابنته على هذه الحال . ظل الحاج " أبو سليم " جثة هامدة تقلبه ابنته ذات اليمين وذات الشمال تمسح الدم والتراب عنه وتتحدث إليه بحرقة . بقيت خديجة قرب أبيها عشرة أيام على هذه الحال وخاب ظن العدو الاسرائيلي بمكائده بصبر خديجة حتى يوم الانتصار الالهي بإعلان وقف إطلاق النار وبالتالي انتهاء الحرب بهزيمة إسرائيل وجنودها على أيدي رجال الله . وهاهي الحاجة خديجة كريمة الشهيد الحاج أبو سليم على قيد الحياة حتى الساعة تروي حكايتها مع أبيها مرارا وتكرارا ...ومن الحياة لعبر ..
بقلم: غادة شومر
نقحها وصححها: الاستاذ أحمد غزال
القسم : أخبار البلدة - الزيارات : [1914] - التاريخ : 2/9/2014 - الكاتب : غادة شومر