من أعاليها تسأل النبتة ملائكة الرهبة: إن كانت الدوائر مبعث دواري فكيف أستطيع الغوص في عين الماء والسماء؟
من يقصدها، يخالها عين أرض شرعت أشفارها المدوزنة على إيقاع البناء القويم، نحو السماء، تتلقف خيرها وتعيده ماءً عذباً طيّباً للشاربين. هي من أروع عيون المياه وأجملها، في لبنان قاطبة، إذ يميّزها موقعها المنخفض عن سطح الأرض بنحو عشرة أمتار؛ غربيّ ساحة الطّيبة، والوصول إلى غديرها عبر درج «حلزونيّ» في تجويف من حجر صخريّ شيّد بإتقان، على النمط «الهرمي» المعكوس، من دائرة متسعة من أعلى وضيّقة عند حوض الماء.
«العين الفوقا» ربما بنيت منذ أكثر من مائتي عام؛ في أيّام العثمانييّن؛ ويتردد أن عمرها من عمر الضيعة القديمة؛ أو قد تكون تاريخية رومانية نظراً لأسلوب بنائها الشبيه ببعض المدارج الرومانية.
كان الأهالي يعتمدونها مصدراً رئيساً لشرب الماء السلسبيل؛ تقصدها الصبايا والنّسوة جماعات وفرادى، لنقل المياه منها إلى البيوت، معبّأة بالجرار فوق رؤوسهنّ؛ لا يعرف مصدر مائها.
ويعتقد الأهالي أنها تنبع من مكان غير مكانها، وتغور وسط موقعها «الدّائري» لتتفجّر مجدّداً قرب «العين التحتا» على مسافة مائتي متر غرباً.
أصدرت وزارة المالية في العام 2018، طابعاً مالياً من فئة 250 ليرة لبنانية يحمل صورة "عين الطيبة" في قضاء مرجعيون (جنوب لبنان) وهي من تصويري.
وتستخدم هذه الطوابع على المعاملات المالية والإيصالات، بعدما باتت فئة 250 ليرة هي أصغر فئة متداولة في الطوابع المالية اللبنانية.
وكانت جمعية بيت المصور في لبنان قد أصدرت هذه الصورة ببطاقة بريدية ضمن مجموعتها للعام 2015 والمؤلفة من 32 بطاقة تمثل مشاهد طبيعية وتراثية من جنوب لبنان؛ ثم أصدرتها ضمن مجموعة من 10 بطاقات لصالح بلدية الطيبة خلال مهرجانها السنوي "لاقونا على الطيبة" لصيف العام 2017.
بعدسة الاستاذ Kamel Jaber
تاريخ التصوير: 14 حزيران 2015
القسم : أخبار البلدة - الزيارات : [1804] - التاريخ : 19/5/2020 - الكاتب : كامل جابر