مئة عام على الاحتلال الفرنسي لجبل عامل (ايار 1920)، تفاصيل تنشر لأول مرة.
في ظل ما تمر به بلادنا من أزمات متتالية، سواء على الصعيد الصحي، أو على الصعيد الإقتصادي من تدهور في سعر الليرة وما يستتبعه من غلاء فاحش في الأسعار، وعدم القدرة على تأمين الحاجيات الاساسية للعيش الكريم، إضافة لأزمات أخرى، أمنية وغيرها تعصف هنا وهناك من حين لآخر، كان لا بد من وقفة تأملٍ وتفكّرٍ وتدبر، ونظرة عابرة إلى تاريخ بلادنا (أرض جبل عامل)، لنرى أن الأزمات لم تفارقها يوماً، وأن ما يمر بنا هذه الأيام ليس بأمر جديد على بلاد جبل عامل وكأنه القَدَر، طبعاً هذا لا يعني أن نغفل أو أن يغيب عن بالِنا أنها كانت تخرج في كل مرة من أزماتها مرفوعة الرأس وأقوى من المرات السابقة، مع عزيمة واصرار إضافيين على مقارعة التحديات ومواجهة الصعوبات، والعدوان الصهيوني والتكفيري خير شاهد، فكانها مصداق لقوله تعالى (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) التي جاءت مباشرة بعد قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ)
أما الذي دفعني لكتابة هذه السطور تحديداً هو مناسبة مرور 100 عام بالتمام والكمال على محنة قاسية بتداعياتها ونتائجها، قد تعرض لها جبل عامل وسكانه، محنةٌ يكاد يطويها النسيان لولا جهود بعض المؤرخين العامليين، ألا وهي "الحملة الفرنسية" التي إحتلت بلاد جبل عامل في أيار 1920، والتي كان من نتائجها المباشرة سقوط مدينة بنت جبيل تحت الإحتلال الفرنسي صباح 24 أيار 1920 وفرض غرامة مالية باهضة جداً على سكان هذا الجبل، إضافة للخسائر في الارواح والممتلكات من الهدم واتلاف الزرع، عدا عن النتائج السياسية والاقتصادية بعيدة المدى، وما زاد الطين بلة أن تلك الحملة كانت في شهر رمضان من العام 1338هـ، أضف الى تدهور قيمة الليرة مقابل الفرنك الفرنسي في تلك الأيام، وهذان الأمران غنيان عن التعريف كوننا نعيش حالة مشابهة في ايامنا هذه من حلول شهر رمضان المبارك علينا في ظل إنهيار الليرة اللبنانية.
وقبل الغوص في يوميات تلك الحملة التي ارهقت بلاد عاملة، كان لابد من مقدمة تمهيدية تحاكي الظروف السائدة في ذلك الزمن، فبعد أن وقعت بلاد جبل عامل تحت سيطرة الأتراك (العثمانيين) ما يقارب 400 عام ابتداء من العام 1516 ، عانى خلالها سكان هذا الجبل أشد انواع التمييز الطائفي والإضطهاد والظلم والمؤامرات والفتن، وتصفية القيادات الدينية والسياسية، كالشيخ زين الدين العاملي"الشهيد الثاني" الذي استشهد على يد الأتراك عام 1558 ، ونكبة الجزار عام 1780 حيث إكتسح جنوده بلاد عاملة بعد قتل زعيمها الشيخ ناصيف النصار في معركة يارون، ودمروا خلالها المنازل وأحرقوا القرى ولم تسلم حتى مكتبات العلماء من الحرق أيضاً، مروراً بالحرب العالمية الأولى التي إندلعت عام 1914 حيث كانت الدولة العثمانية تشارك في تلك الحرب ضد فرنسا وبريطانيا، فعمدت الدولة العثمانية الى فرض التجنيد الإجباري على رجالنا، تحت طائلة الإعدام لكل من يتخلف، إضافة لفرض الضرائب القاسية لتمويل عملياتها العسكرية وما نتج عنها من غلاء الاسعار بشكل كبير، وحلول المجاعة، حتى باتت جثث الموتى مطروحة في المنازل وعلى الطرقات لا يؤبه بها.
بعد كل ذلك نحط رحالنا في العام 1918، تاريخ إنتهاء الحرب العالمية الاولى بهزيمة الدولة العثمانية، وانسحابها من بلاد الشام، وذلك بعد اندلاع الثورة العربية الكبرى ضدها، حيث تهيأت الأجواء المثالية لإقامة حكومة عربية في دمشق بقيادة الملك فيصل الأول ابن الشريف حسين، وقد رفعت بلاد جبل عامل حينها رايات الولاء لها في النبطية وصور وغيرها.
ولكن، في مقلب آخر، وفي "غفلة" من العرب المشغولين بالثورة ضد الأتراك، كانت خيوطُ مؤامرةٍ تحاك في الخفاء، بين فرنسا وبريطانيا لتقسيم تَرِكة الدولة العثمانية فيما بينهما (على فرض هزيمتها)، فيما عرف بإتفاقية سايكس بيكو، وكان قدر بلاد جبل عامل ان تكون هي الحدود الفاصلة بين منطقة نفوذ فرنسا ومنطقة نفوذ بريطانيا إنطلاقاً من راس الناقورة بحسب الإتفاقية المشؤومة.
بدأت معالم تلك المؤامرة بالتكشف مباشرة فور انسحاب القوات التركية من بلادنا، وذلك بنزول القوات الفرنسية في بيروت وبعض مدن الساحل، وتعيينها حاكماً فرنسياً على المنطقة، مع إنتشار عسكري ميداني، عاملة على استمالة سكان المنطقة المسيحيين لإقناعهم بإنشاء كيان طائفي لهم منفصلاً عن العرب والمسلمين يكون تحت وصايتهم، ولم يكن بإمكان فرنسا ان تنجح في ذلك دون إذكاء نار الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بعد قرون من العيش المشترك بينهما، ودخلت المنطقة حينها في دوامة من التجاذبات، بين الخيارات السياسية المتاحة، وكان غالبية الهوى الشعبي في بلاد جبل عامل ممثلاً بسماحة السيد عبد الحسين شرف الدين، رافضاً للإحتلال الفرنسي، ومطالباً بالإنضمام للوحدة السورية الكبرى، معتبراً النصارى جزء من نسيج هذا المجتمع ومشدداً على المحافظة على ارواحهم وممتلكاتهم، ومتوعداً المتعاملين منهم مع الإحتلال، وهو ما صرح به سماحة السيد في مؤتمر وادي الحجير الشهير في 24 نيسان 1920 الذي لم يرق للفرنسيين وتوجسوا منه خيفة.
وبما أنه لا بد من ذريعة، فقد استغلت السلطات الفرنسية ما جرى من أحداث فتنوية مؤسفة في بلدة عين إبل بتاريخ 05 أيار 1920 بين المسلمين والمسيحيين (والبصمات الفرنسية ليست بعيدة عن تلك الحادثة)، لتطبق مخططها المرسوم مسبقاً في سايكس بيكو، وذلك بإخضاع جبل عامل بالقوة العسكرية، وجعله يدفع ثمن مواقفه المعارضة للإحتلال الفرنسي، تحت ذريعة رد الإعتبار على حادثة عين ابل، فحشدت حوالي 4000 مقاتل فرنسي بكامل العتاد العسكري معززة بالمدرعات، والمدفعية، والطائرات، تحت قيادة الكولونيل " نيجر" وقسمتها الى مفرزتين، تمركزت إحداهما في صور، والأخرى في النبطية، وبدأتا التوغل أكثر في بلاد جبل عامل في وقت واحد فجر 20 ايار 1920 (02 رمضان 1338هـ) وكان السيد عبد الحسين شرف الدين ، وقادة المقاومة المسلحة منهم صادق حمزة، أدهم خنجر، محمود أحمد البزي..، على رأس أهداف تلك الحملة.
وفي سرد مختصر ليوميات هذه الحملة(1)، نستعرض التالي:
20 أيار 1920
إنطلقت مفرزة النبطية تحت غطاء مدفعي من النبطية الفوقا الى طريق زوطر فجسر القاقعية، صعوداً الى فرون، حيث وصلت ظهراً، وتعرضت لمقاومة من مجموعات صادق حمزة بين فرون والغندورية اعاقت تقدم القوات الفرنسية حتى نفذت الذخيرة من المجاهدين، عندها تقدمت القوات الفرنسية الى الغندورية ثم وصلت مساء الى صريفا، حيث بات ليلتها فيها.
في المقلب الآخر، وفي نفس اليوم، كانت قد إنطلقت المفرزة الأخرى من صور، الى البازورية ثم اكملت الى بلدة جويا مع تحريق المنازل ونهب ما تقع عليه ايديهم وباتت القوات الفرنسية ليلتها في جويا بعد ان صادرت السلاح من أهلها.
وانتهى هذا اليوم بتمركز المفرزتين الأولى في صريفا والأخرى في جويا.
21 أيار 1920
انطلقت مجموعة فرنسية من صريفا الى بلدة شحور بهدف اعتقال السيد عبد الحسين شرف الدين، حيث مروا في طريقهم على ارزون ونهبوها واحرقوها بالكامل، واستطلعت في طريقها النفاخية وديردغيا، ولكن السيد عبد الحسين شرف الدين كان قد انسل في تلك الليلة عبر وادي الليطاني (وتمكن لاحقاً من التوجه الى الجولان، فدمشق)، فنجى من الاعتقال، اما العسكر الفرنسي فقد أحرق دار السيد في شحور وأتلف مكتبته، واعتقل جمعاً من أهالي شحور، وصادر السلاح، ثم رجع الى صريفا، وبات ليلته فيها كذلك.
أما المفرزة التي كانت في جويا، فانطلقت مجموعات منها "لتأديب" قرى بافليه، باريش، دبعال (قرية صادق حمزة)، حيث أحرقت مجموعة من المنازل، ثم تقدمت المفرزة باتجاه طيرزبنا (الشهابية) وحصل ليلاً معركة بين تلك المفرزة ومجموعة من الثوار في وادي الغز بين سلعا والشهابية، ما أدى الى سقوط 3 قتلى و 3 جرحى للفرنسيين.
22 أيار 1920
انطلقت صباحاً المجموعة الفرنسية المتمركزة في الشهابية باتجاه كفردونين وبعد ان سيطرت عليها، دخلت القوات الفرنسية في مضيق "ممر إلزامي " بين كفردونين وبئر السلاسل يسمى "وادي الحريق" ، حيث وقعت القوات الفرنسية في كمين محكم من قبل مجموعات الثوار بقيادة محمود الأحمد بزي المؤلفة من زهاء 200 مجاهد، وتجمع المصادر التاريخية على شراسة تلك المعركة وصلابة الثوار، الذين اعاقوا تقدم القوات الفرنسية لعدة ساعات، ولكن نفاذ الذخيرة والزاد من الثوار، ووصول الإمدادات للقوات الفرنسية من المفرزة الثانية ووقوع الثوار بين ناريهما، إضطر الثوار الى التراجع، بعد تكبيد القوات الفرنسية خسائر في الارواح، فيما سلكت القوات الفرنسية مجبرة نتيجة قسوة المعركة طريقاً آخر، فانسحبت من مضيق كفردونين-بئر السلاسل، وقامت بحركة إلتفافية باتجاه بلدة ديرانطار، فسيطرت عليها ثم توجهت نحو تلة 761 (أعلى مرتفع في السلطانية، مشرف على معظم جبل عامل) وسيطرت عليها، ثم توغلت وسيطرت على بلدة اليهودية (السلطانية حالياً) وأكملت طريقها حتى حطت رحالها في بلدة تبنين.
أما المفرزة التي كانت متمركزة في صريفا، فقد انطلقت باتجاه برج قلاويه، ثم الى تولين ودمروا عمرة آل التامر فيها، وأكملوا باتجاه مجدل سلم، وكانت اخبار معركة وادي الحريق "كفردونين - بئر السلاسل" قد وصلتهم فتقدمت من طريق الجميجمة صفد البطيخ الى قرية السلطانية لتقدم المدد للمفرزة التي كانت تخوض المعركة مع الثوار، وقد كان لتدخلها الدور الفعال في حسم المعركة، وتقدمت بعد ذلك الى بلدة تبنين حيث اتحدت المفرزتان في تبنين واصبحتا قوة واحدة وباتت ليلتها تلك فيها.
23 أيار 1920
من تبنين انطلقت مجموعات "لتأديب" برعشيت وشقراء، ثم انطلقت الحملة الى بيت ياحون ثم كونين التي سقط فيها شهيدتان من نساء البلدة إضافة الى إجهازهم على أحد الجرحى المدنيين، وتمركزت القوات الفرنسية على التلال المشرفة على بنت جبيل "بيادر صف الهوا" تمهيداً لإقتحامها صباح اليوم التالي، وهنا لا بد من لفتة طريفة وهي ان هذا التاريخ (23 أيار) هو نفسه تاريخ تحرير مدينة بنت جبيل من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000 .
24 أيار 1920
مع ساعات الصباح الأولى بدأت القوات الفرنسية قصف بنت جبيل بالمدفعية والطائرات الحربية، وكان سكانها وسكان القرى المحيطة قد اخلوها بالتمام ونزحوا الى داخل فلسطين والحولة والجولان، ودخلت القوات الفرنسية من محورين، الاول باتجاه الغرب من خلف "تلة مسعود" باتجاه البركة وصولاً الى محلة "خلة عيسى"، والثاني باتجاه الشرق على ظهور عيناثا، ليلتقيا عند الاطراف الشرقية لبنت جبيل، مع حصول مناوشات مع الثوار تكبد الفرنسيون خلالها ستة قتلى، وقد تم اسر عالمين من آل فضل الله من عيناثا كانا في بنت جبيل، وسيقا الى تبنين حيث اعدما رمياً بالرصاص، وسلبت منازل المدينة وأحرق حوالي ثلثي المنازل وبعض المكتبات الأدبية النفيسة، وتم هدم مسجد الحسينية، ومكثت القوات الفرنسية في بنت جبيل حتى 26 أيار، بعد ان جالت على قرى عيناثا ومارون الراس ويارون و"المالكية"، واعملت فيها السلب والنهب وتحريق المنازل.
26 أيار 1920
إنطلقت القوات الفرنسية فجراً نحو بلدة "قَدس" وتعرضت لمواجهات مع رجال صادق حمزة وادهم خنجر، مما كبد القوات الفرنسية اصابات في الارواح، ثم أكملت الحملة باتجاه بليدا وميس الجبل.
27 أيار 1920
انطلقت الحملة باتجاه قرية هونين، وعسكرت فيها.
28 أيار 1920
انطلقت مجموعة فرنسية من هونين باتجاه قرية "الخالصة" حيث دارت معركة حامية مع الثوار أدت الى تدمير القرية، وفي تلك المعركة تذكر بطولة أحد ابناء بنت جبيل حيث هجم بسيفة على قطعة مدفعية، ولم يقطع تقدمة سوى اطلاق الرصاص عليه من سلاح رشاش فأرداه شهيداً، ثم عادت المجموعة الفرنسية بعد انتهاء معركة الخالصة الى هونين.
29 أيار 1920
هذا التاريخ هو تاريخ إنتهاء الحملة العسكرية، وبداية انكفاء القوات الفرنسية، لا لشيء، سوى لاستكمال خطتها في السيطرة على بلاد الشام، فقد كانت القوات الفرنسية تتحضر وتستجمع قواها للمعركة الكبرى التي حصلت في ميسلون بتاريخ 24 تموز 1920، والتي أدت الى انتصار الفرنسيين وخروج الملك فيصل من دمشق، ومهدت الطريق لإنشاء "لبنان الكبير" بحدوده الحالية في الاول من ايلول 1920 حيث ضم جبل عامل اليه، واصبح منذ ذلك التاريخ يعرف بـ "جنوب لبنان" مغلقاً الباب على حلم الإنضمام الى الوحدة السورية الكبرى، أما مسار عودة القوات الفرنسية فكان على الشكل التالي: انقسمت القوات من هونين الى مجموعتين، سلكت الاولى طريق بنت جبيل، عين ابل، رميش، عيتا الشعب، الضهيرة، علما الشعب، الناقورة، ثم تقدمت على طول الساحل الى صور ولم تخل طريق عودها من مناوشات مع فلول الثوار، فيما المجموعة الثانية توجهت من هونين الى الطيبة، ثم انقسمت في الطيبة الى ثلاث مسارات، الاول سلك طريق دير سريان، القصير، القاقعية، الجوهرية، كفرصير، القصيبة، الزرارية، القاسمية، صور، والمسار الثاني من الطيبة الى القنطرة، الغندورية، باريش، العباسية، صور، والمسار الثالث من الطيبة الى تولين، بافليه، ثم التقت مع المسار الثاني في بافلية واكملوا الى صور، وكان وصول المجموعات الثلاث الى صور صباح 2 حزيران حيث قام الفرنسيون بتدمير منزل السيد عبد الحسين شرف الدين فيها وصادروا المقتنيات والمكتبة، وجعلوا المنزل مربطاً للدواب.
إن آثار تلك الحملة لم تقتصر على النتائج المباشرة من خسائر في الارواح والأرزاق، والحكم بالاعدام على مجموعة من العامليين ومصادرة ممتلكاتهم، والحكم بالنفي على بعضٍ آخر. بل تعدتها الى نتائج بعيدة المدى تمثلت بفرض إخضاع سياسي لجبل عامل، وإخراج رجال المقاومة منها، إضافة لإملاء شروط باهظة وثقيلة، كإجبار الاهالي على دفع غرامة مالية تقدر بمئة الف ليرة ذهبية كتعويضات. وأدخلت هذه الحملة العامليين في أزمات سياسة واقتصادية خانقة ظلت آثارها لعشرات السنين، زاد من تفاقمها تدهور الليرة السورية في ذلك الوقت، فقد كان الجنرال غورو قد اعلن أنه اعتباراً من 01 أيار 1920 تعتبر الليرة السورية هي العملة الرسمية في المنطقة، وكانت الليرة السورية مرتبطة بالفرنك الفرنسي الذي كان يشهد تضخماً نتيجة الحرب العالمية الاولى، فأدى ذلك الى تدهور سريع بالليرة السورية وغلاء فاحش بالاسعار.
هذه يوميات الحملة الفرنسية ذكرناها بشئ من الاختصار، حتى لا تبقى حبيسة النسيان في طيات الكتب، ولنستذكر سويةً بعضاً من البلاءات التي حلت على جبل عامل، لنواسي أنفسنا بما يحل علينا في هذه الأيام، ونردد قوله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) مع التركيز كثيراً على قوله (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
وفي الختام لا بد من الإشارة الى ان أجدادنا بالرغم من قسوة تلك المرحلة، فقد نفضوا عنهم غبار تلك الأيام الصعبة، بكثير من الصبر والوعي والجهاد، وهذا يفتح الباب أمام مقالات اخرى عن دور العامليين في هذا الصدد كون هذا المقال كان مخصصا لتسليط الضوء أكثر على الحملة الفرنسية، ولا مجال فيه لكثير من التشعب، على أمل ان يدفع الله البلاء عن بلادنا إنه سميع مجيب.
(1)- كما وردت في كتاب جبل عامل بين سوريا والكبرى ولبنان الكبير، حقائق بالوثائق للمؤرخ العاملي الدكتور محمد بسام.(بتصرف).
بقلم : علي صلاح سعد (مجاز في التاريخ من الجامعة اللبنانية )
كتب بتاريخ : 01/05/2020مـ الموافق السابع من شهر رمضان المبارك عام 1441هـ
مراجع البحث:
- بسام، محمد سعيد، جبل عامل بين سوريا الكبرى ولبنان الكبير 1918 – 1920 م حقائق بالوثائق، دار الكوكب، بيروت، طبعة اولى، 2011.
- بنوت، جهاد، حركات النضال في جبل عامل، مكتبة الفقيه، بيروت، طبعة ثانية، 2018.
- كوراني، محمد أمين، الجذور التاريخية للمقاومة الإسلامية في جبل عامل، دار الهادي، بيروت، طبعة ثانية، 2005.
القسم : أخبار منوعة - الزيارات : [3117] - التاريخ : 4/5/2020 - الكاتب : علي صلاح سعد (مجاز في التاريخ من الجامعة اللبنانية )