رئيس بلدية الطيبة الحاج عباس دياب لمجلة كواليس 19-2-2019: عملنا الحفاظ على المشاعات في بلدتنا والحفاظ على حقوق الناس
رئيس بلدية الطيبة الحاج عباس دياب:
*عملنا الحفاظ على المشاعات في بلدتنا والحفاظ على حقوق الناس
*بدأنا بتشجير محمية جميلة جداً في "تلة العويضة"
* نسبة ما تقدمه الـ المؤسسات الدولية لا يساوي 1% من تقديمات إيران والكويت
*نريد خدمة المسنين بمنشآة ثابتة تجمعهم طول النهار، ليناموا بين أسرهم، ضمن الروابط العائلية وصلة الرحم
*لا يوجد عندنا شبكة صرف صحي، ما زلنا نعتمد "الجور الصحية"
* يجب منع التلوث المائي من مصدره.
*عندنا مراقبة صحية دقيقة بالتعاون مع إتحاد جبل عامل.
* نعتبر الجباية ثقافة أكثر منها مردوداً مالياً.
* مهما أختلفت آرائنا السياسية... الطيبة بتجمعنا.
تجذبك طيبته، فتخاله صديقاً من زمن ليس مرهوناً بمعرفتك به، بل هو يتعدى ذلك إلى سر الأرواح التي تختزن بشفافية ونقاء وسمو، لقاءات لا نعرف أزمانها، لكننا نعيش صدقها ويسعدنا عندما يكون الصديق بطيبة رئيس بلدية "الطيبة" الحاج عباس دياب، الذي يضعنا في حيرة السؤال: "هل طيبته تنبع من بلدته "الطيبة"، أم أن إسم "الطيبة" هو الوجه الآخر لطيبة أهلها الذين قد يختلفون في أشياء كثيرة، ولكنهم يتفقون جميعاً على حب بلدتهم "الطيبة" لذلك نجدهم يتصفون جميعاً بسمة الطيبة بعيداً عن العائلية والسياسة.
مع الحاج عباس دياب، نلتقي مرة أخرى، بعد ترأسه للمجلس البلدي في بلدته "الطيبة" للدورة الثانية التي بدأت ببرنامجه المكمل لدورته الأولى وهو تحرير المشاعات من قوانين ما زالت تشكل حاجزاً يمنع إستغلالها في مشاريع مهمة ومفيدة للبلدة وأهلها. فكان الحوار شيقاً شفافاً وصريحاً..
*ماذا حققت من حلمك بعد مرور سنتين ونصف تقريباً من إستلامك رئاسة المجلس البلدي للدورة الثانية؟
ما زال حلمي الموصول من الدورة الماضية "المحافظة على المشاعات" وعلينا أن لا نفرط بها، نظراً لأهميتها للأجيال القادمة، لأنه سيأتي يوماً نرى فيه هذه المشاعات بمثابة الكنز والثروة لبلدتنا الحبيبة. وإنشاء الله بالتعاون مع معالي الوزير الحاج علي حسن خليل وسعادة النائب الدكتور علي فياض، كذلك مع "حزب الله" و"حركة أمل"، الذين دعموا القضاء في هذا الموضوع، وأطلقوا يده، بالذات مع القاضي العقاري الجديد، الذي نتأمل أن يقفل هذا الملف وخصوصا" أنه متحمس للموضوع، وقد وعدنا إن سنة 2019، ستكون سنة إقفال هذا الملف "التحديد والتحرير"، على الأقل في بلدة الطيبة، وإن شاء الله تكون في كل المنطقة.
*هل أراضي بلدة الطيبة ممسوحة عقارياً أم لا؟
حالياً أراضي بلدة الطيبة ضمن المسح العقاري الإجباري، فالدولة عبر وزارة المالية كلفت شركة لمسح الأراضي منذ عام 2008، وقد كنا نعاني كثيراً من البطء ومن عدم التجاوب، أما اليوم فالأمور تسير بشكل أفضل، المسَّاح يقوم بدوره،. كما أنجزنا الكثير في عهد القاضي خليل غصن، والقاضي الجديد أحمد مزهر الذي يقوم بدوره على أكمل وجه، وهذا ما يجعلنا نتأمل خيراً.
*ما هي نسبة الأراضي التي طالها المسح العقاري؟
كمسَّاح قام بالجزء الأكبر، لا يمكننا تحديد مساحتها، لأن ذلك يحتاج إلى قرار الحسم الذي هو عند القاضي العقاري، لتحديد كيفية التعاطي مع المشاكل التي حدثت من خلال المساحة والتي تتعارض مع المسح الإختياري الموجود سابقاً، في هذه الحالة يستطيع القاضي العقاري التدخل لحسم هذه المشاكل.
*يعني هناك مشاكل وعقبات ترافق المسح العقاري؟
بالتأكيد، ليس هناك عمل من دون مشاكل، نحن متوقعون أن يرافق عملنا مشاكل وعقبات، التي يجب أن نواجهها ولا نبقى كما الماضي نختبيء خلف أصبعنا، هرباً منها. فإذا لم نواجه المشاكل لن نصل إلى الحل الذي لا بد منه. وأعتقد أن الحل ضمن المعايير، بحيث عندناعناوين أتفقنا عليها، وهي:
1- الحفاظ على المشاعات بشكل أولي ومبدئي.
2- الحفاظ على حقوق الناس، كما أننا لسنا معترضين على حقوق المالكين وفق الأصول القانونية.
*مخططتكم هو المشاعات، ماذا تنوون كبلدية الإستفادة منها؟
وضعنا خريطة الطريق مع القاضي العقاري ونسير عليه، وبعد تثبيت المشاعات ضمن الأصول، بالتأكيد لدينا الكثير من المشاريع التي يمكن الإستفادة منها لصالح بلدتنا، منها التشجير الذي بدأنا به لعمل محمية جميلة جداً في منطقة "تلة العويذة"، وهي أكبر جزء كامل من المشاعات التي هي بحدود 1052 دونم، ولغاية اليوم شجرنا بحدود 20 ألف شجرة، كمحمية وسنكملها إلى 70 ألف شجرة، بالتعاون مع "الفاو" وجمعية "تشيلد"، ومع إتحاد جبل عامل الذي يتابع معنا هذا الموضوع.
*هل يعني انكم ستقيمون حديقة عامة، وملاعب؟
أكيد، ضمن المشاريع المستقبلية سيتم إقامة منشآت سياحية، تخدم المنطقة، مثل حدائق عامة، منتزهات، حتى يستفيد الأهالي من هذه المشاعات.
*كم مساحة المشاعات بشكل عام؟
تقريباً 3500 دونم، وهي مساحات نعتز بها بكونها صالحة لإقامة مشاريع محترمة، إن كانت صناعية أو سياحية، ولكننا اليوم نعمل على تثبيتها بالقانون، وبعد ذلك نفكر بروية بما تحتاجه المنطقة من المنشآت العامة ونحن جاهزون لنسخّر هذه المشاعات لخدمة الناس والبلدة والمصلحة العامة.
*خلال السنتين ونصف السنة هل كانت إنجازاتكم محصورة بالتشجير، أم هناك إنجازات أخرى؟
هناك مشاريع أخرى، على صعيد الرياضة، عندنا مشروع مستقبلى مهم جداً، على صعيد السلامة المرورية أنتهينا من الخطة المبدئية، وسنباشر بالتنفيذ بها على مراحل، كذلك نعمل على تجميل مداخل البلدة، كما قمنا بشراء قطعة أرض للبلدة لتوسيع الأحراش، كما أشترينا مساحة 15 دونم حتى نكمل توسيع حرش عديسة – الطيبة الموجود أصلاً، عندنا كذلك مشاريع على عدة صعد: "ثقافية، تنشيط بالمكتبة العامة، حيث هناك نشاطات مميزة، بالتعاون مع الثانوية والتكميلية والمعهد من خلال إقامة نشاطات مع الطلاب والهيئة التعليمية، كما نكمل مشاريع كنا قد بدأنا بها مثل دعم المسنين، وإقامة منشآة ثابتة لهم بدل المراكز المؤقتة، عندما تحل مشكلة التمويل التي نتأمل خيراً بحلها. وحالياً نقوم بخدمة المسنين من خلال أنشطة متعددة، منها الرحلات الترفيهية بالتعاون مع إتحاد بلديات جبل عامل، لكننا نريد أن نكملها بمنشآة ثابتة تجمعهم طول النهار، ليناموا ليلاً بين أسرهم، إنطلاقاً من قيمنا الإجتماعية وخدمة المسنين ضمن الروابط العائلية وصلة الرحم.
*ما هي إنجازاتكم على المستوى البيئي الذي أصبح مشكلة عامة، خاصة من النفايات والصرف الصحي، مما يتسبب بالكثير من الأمراض؟
عندنا عنوانان للمشكلة البيئية، هما:
1- موضوع النفايات، كنا في "الطيبة" من أوائل القرى التي أنشأنا معمل فرز النفايات عام 2000، والمعمل يشتغل حتى اليوم بشكل سليم، هناك إقتراحات وحلول أخرى لتطوير الموضوع، ونعمل على إيجاد حل له في المرحلة الثانية. عندنا لجنة من البلدية للبيئة، نشيطة تقوم بواجبها، وسنلتزم بما تقدمه من إقتراحات، متعلقة بنقل المعمل إلى منطقة أخرى، لأن المطمر يحتاج لمساحة أكبر، ومع نقل المعمل سيتم تطويره ضمن خطط عامة، من حيث التعاون مع بلديات المنطقة وإتحاد بلديات جبل عام، كما عندنا خطة إذا لم نصل إلى حل متكامل في المنطقة نأخذ خيار خاص بـ"الطيبة" من خلال إختيار قطعة أرض أخرى من ثم نطّور المعمل، ونأمل أن تكون الخطط ناجحة وبديهية ونتيجة تجربة الضرورة أن يكون هذا الحل شاملاً لكل المنطقة، لا يقتصر فقط على "الطيبة". وقد كنا نتمنى لو كنا مرتبطين بمشروع الفرز الصحي في الخيام الذي دعمه معالي وزير المالية الحاج علي حسن خليل.
2- موضوع الصرف الصحي: نتأمل الخير بالخطط التي سيتم تحويلها تحت عنوان: "مشروع الليطاني"، وقد تحدث معنا "مجلس الإنماء والإعمار" على أساس أن "الطيبة" يجب أن تكون مشمولة بعملية دراسة وتخطيط الصرف الصحي، وإعداد معمل تكرير. وبشكل عام هذا ا لمشروع مكلف جداً، لأن أهم شيء فيه، شبكة الصرف الصحي، ومن ثم إلى أين ستذهب هذه الشبكة؟!! ونحن في "الطيبة" لا يوجد عندنا شبكة صرف صحي، ما زلنا نعتمد "الجور الصحية"، وكانت "الطيبة" قبل التحرير (قبل العام 2000) لا تتجاوز الـ400 بيت ، أما اليوم فقد وصل عدد بيوتها إلى حوالي 2000، أنجزنا حزء بسيط بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار، حيث ترافق مع خط الليطاني، لكن بالتأكد بلدة "الطيبة" تحتاج إلى دراسة موسعة وجهد كبير نظراً لكبرها.
*أين وصل مشروع الطيبة "مشروع الـ800؟
الجزء الأول من مشروع الـ800 سيشارف على نهايته، المتمثل بإقامة خزان ضخم في مشروع الليطاني بـ"الطيبة"، فالعمل جاري فيه، والتمديدات الضخمة وصلت إليه من مياه "عين الزرقا".
*نتحدث عن مشروع الـ800، ومشروع الليطاني وعين الزرقا وغيرها الكثير، لكن المياه ملوثة غير صالحة للإستعمال الآدمي ولا حتى لري الأراضي؟
هذا الموضوع يحتاج إلى دولة حازمة تقوم بواجباتها من خلال الوزارات المعنية التي عليها أن تقوم بدورها وتطبق قراراتها التي أتخذتها، كذلك على القضاء أن يتدخل بما يمليه عليه الواقع المذري. المهم في الحل هو منع التلوث من مصادره وليس معالجته كما يحصل اليوم.
*هل تعتقد أن الحملة المقامة على الملوثين ستستمر أم سيصيبها ما أصاب مختلف القضايا في لبنان؟
لا ننكر مسؤولية بعض الإستراحات والمعامل على ضفاف النهر جنوباً حتى العاقبية، ولكن ما يرميه معمل واحد في زحلة من ملوثات يزيد عن كل ما يرمى جنوب نهر الليطاني من جميع المؤسسات، وهذا لا يعني أننا ضد معاقبة المتسببين بالتلوث في منطقة الجنوب، لكننا نتأمل معاقبة الجميع دون مواربة أو واسطات وما شابه، من محسوبيات على حساب صحتنا جميعاً.
*هل تعتمدون ترقيم الشوارع كما تفعل بعض البلديات؟
نأمل أن يتم ذلك مع الحفاظ على الأسماء التراثية في البلدة، سنأخذ ذلك بعين الإعتبار وطرحها في المجلس البلدي لإعتمادها، وممكن أن نلحقها بخطة السلامة المرورية، التي تتبناها البلدية، وقد وعدنا إتحاد بلديات جبل عامل بالمساهمة بتطبيق الخطة.
*سبق وقمتم بالعديد من الرحلات الترفيهية التي شارك فيها الأهالي من كافة الأعمار، ما هو الأثر الذي تركته هذه النشاطات بتوطيد العلاقة بينكم وبين الأهالي؟
الرحلات التي قمنا بها وخصوصاً لكبار السن، تزيد التواصل خصوصاً مع "جيل البركة"، تقوي أواصر المودة والمحبة والتلاقي، حتى نحن كبلدية نستفيد من الحوار المباشر مع الأهالي، حتى نتعرف على همومهم، وبذلك نحاول إيجاد الحلول لها بطريقة أسرع، التواصل المباشر هو أحد أهم الأسس التي نعول عليها كبلدية وكأهلنا حتى نبقى على إتصال ونعالج كل المشاكل.
*هل لديكم داتا لأهالي البلدة تساعدكم على إرسال رسائل الـ SMS حول كل حدث يحصل في البلدة؟
التواصل مع أهلنا في السراء والضراء يصلهم بثواني عبر رسائل الـ SMS المعتمدة منذ فترة طويلة، وعندنا موقع نشيط يغطي كل الأمور الإعلامية والإعلانية للبلدية.
*العمل البلدي يعمل عادة على بناء الحجر، لكن ما يميزكم في بلدية الطيبة أنكم تعملون على الترابط الإنساني، ما هي أبرز المشاكل التي تعترضكم بين أهالي الطيبة والبلدية؟
المشاكل دائماً بالقرى خاصة في مناطقنا التي حرمت سنين طويلة من التنمية، بسبب الإحتلال الإسرائيلي، هذه الفترة زادت من الأعباء على البلدية، وحتى تستطيع مواكبة التطور الإنمائي الذي يحصل بالقرى، فـ"الطيبة" كان فيها عام 2000 من 400 إلى 450 بيتاً، اليوم فيها 2100 وحدة سكنية وعدد سكانها 14500 نسمة، ومساحتها 20 ألف دونم.
للناس مطالب معظمها محقة، من طرقات وبنى تحتية إلى تأمين مستلزمات الناس، لكن في النهاية إمكانيات البلدية محدودة، نحن نسخّر هذه الأمكانيات لخدمة الناس، لكن الإحتياجات دائماً أعلى من الإمكانيات، هنا نتمنى على أهلنا أن يتحملونا، لأننا نضع اولويات ونتابعها بشكل مرحلي حتى نستطيع تلبيتهم حسب الأولويات التي تتطلبها البلدة، ونحن نتجه نحو العمل العام أكثر من الإتجاه نحو العمل الخاص. وخصوصاً في التقصير الحاصل بالتقديمات في المصالح الأساسية للحياة وهي الكهرباء والماء.
بالنسبة للماء لدينا تجربة جديدة ومهمة، تتعلق بالتغيرات الحاصلة في الإدارة، هناك تطور على صعيد الماء التي لا نعتمد فيها على الآبار لكون مشروع "مياه الليطاني" مركزه "الطيبة " الذي يمد إضافة لبلدة الطيبة العديد من القرى الجنوبية.
المشكلة التي نعاني منها كذلك، هي: الشبكة القديمة التي نحاول تطويرها بالتعاون مع الإدارة الجديدة. وهم جيدون ونشيطون، بحيث لمسنا الفرق بينهم وبين المرحلة السابقة.
الدكتور وسيم ضاهر شاب نشيط يتابع بهمة وجدية ويتواصل معنا، ويلبي الحاجات الطارئة دائماً، لذا متأملين خيراً، مع تقديرنا لما يحمله اليوم من ثقل سنوات طويلة، وندرك بأن التغيير لن يتم بكبسة زر، لكن لا ننكر بأن هناك تغير وتطور إيجابي كبير في التعاطي.
*هل هناك مراقبة صحية على المعامل والمرافق الصحية؟
هناك مراقبة صحية دقيقة بالتعاون مع إتحاد جبل عامل.
*ما هي إيجابيات العلاقة بينكم وبين الإتحاد؟
بلدة "الطيبة" من ركائز ودعائم الإتحاد، ومركزه، والعمل يتم بشكل متوازٍ مع كافة قرى جبل عامل المنضوية في الإتحاد، ورئيس الإتحاد، الحاج علي الزين من النشيطين جداً في الشأن العام.
*وماذا عن الطرقات التي تعتبر الشريان الحيوي للحركة؟
الطرقات من المشاكل الكيبرة التي نعاني منها، نسبة لكبر مساحة بلدة "الطيبة" وكذلك الإستملاكات، لذلك لا نستطيع إنجاز العمل حسب الحاجة وبالسرعة المطلوبة، خاصة بفتح الطرقات الجديدة التي تحتاج إلى ميزانية ضخمة حتى تلبي الحاجة، لذلك لا يوجد أي تقصير من جانبنا، لكننا لا نستطيع إنجاز ما نتمنى إنجازه، الحارات الجديدة تتطلب عملاً كثيراً في البنى التحتية وشق الطرقات. وهذا يشكل لنا عقبات كثيرة في تلبية مطالب السكان المحقة، لكن إمكانياتنا محدودة ولا تلبي ذلك بالشكل المطلوب. وفي النهاية نتأمل من أهلنا الوقوف إلى جانبنا ولن نخيب ظنهم فينا، لأن هدفنا خدمتهم وسهرنا من أجل راحتهم.
*هل تلبي الجباية متطلبات البلدية المالية لتنفيذ المشاريع؟
بالطبع لا تكفي، ولكنها تسد عجزاً، لكننا نعتبر الجباية ثقافة أكثر منها مردوداً مالياً، لذا، نتمنى من الناس أن تتعامل مع الجباية بطريقة أكثر وعياً وجدية، الحياة حقوق وواجبات، ومثلما من حق المواطن المطالبة بحقه كذلك البلدية من حقها أن تطالب بحقوقها، وهي كما ذكرت ثقافة، فنحن نقيس التطور الذهني عند الناس من خلال الجباية، وهي بالتالي توثق العلاقة بين البلدية والمواطن.
*هل أعتمدتم الطاقة الشمسية لإنارة الشواريع؟
لا، سبق وكان عندنا تجربة لم تنجح، لأن كلفتها عالية جداً، والمساعدات لا تتعدى الـ 20 مليون ليرة لبنانية فقط، وهذه المساعدة لا تبني جداراً، (هذا إذا قدموا مساعدة)، لذلك نعتبر أنفسنا في شراكة رمزية، وليس شراكة تنمية بمعناها الحقيقي مع الـ المؤسسات المانحة. وهذا نعتبره تعاوناً خجولاً جداً وليس إستراتيجية.
*ما هي الجهات التي تعتمدون عليها في المساعدة الفاعلة والجدية؟
الجهات الدولية قصرت في المنطقة كلها خصوصا" بعد الحرب على سوريا، ولا نعّول على مساعدتها أصلاً في المنطقة، وما تبرعت به بعد حرب تموز كان للدولة وليس لنا بشكل مباشر. لقد التزموا أمام الدولة بالمساعدات، هناك بعض الجهات الدولية التي تقدم مساعدات خجولة، لذلك نحن نعتمد على أنفسنا، ونحن هنا لا بد من شكر الجمهورية الإسلامية الايرانية لأنها أمنت لنا الطرقات والأوسترادات التي خدمت أهل الجنوب كثيراً. وأصبح الوصول إلى بلدة الطيبة أكثر سهولة، وهذه هي التنمية الإستراتيجية الحقيقية ليس فقط لبلدة "الطيبة"، بل للمنطقة كلها، لقد سهلوا التواصل بين جميع القرى، وهذا كان حلماً لأبناء الجنوب، وهذه هي التقدمة الحقيقة الفاعلة لمنطقتنا وأهلنا. كما لا ننسى تقديمات صندوق التنمية الكويتي الذي قدم مشكوراً على مستوى الطرقات في وادي الحجير ووادي السلوقي، لذا أقول أن نسبة ما تقدمه المؤسسات الدولية لا يساوي 1% من هذه التقديمات المهمة.
*ما مدى مساهمات المغتربين ورجال الأعمال في تنمية بلدتهم "الطيبة"؟
لا ننكر أن الوضع الإغترابي يمر أيضاً بمرحلة عصيبة وصعبة، لدرجة أن الكثير من المغتربين يعودون إلى قراهم، ونحن نقدر وضعهم ونتمنى لهم أن يستمروا في إنتاجهم ويغطوا مصاريفهم الحياتية، ولا نريد منهم شيئاً.
*كيف يمكن معالجة مثل هذه الأوضاع التي تؤثر على تقديمات البلدية وخدماتها؟
المعالجة الفعالة والحقيقية أن يكون عندنا دولة مسؤولة يثق بها المواطن، حتى يجرأ الناس على الإستثمار والبناء، لأن من حقهم أن يعيشوا ويشعروا في الأمان الإقتصادي قبل الأمان العسكري. لأننا نعاني من الوضع الأقتصادي وهذا ليس دليل عافية، وفي الوقت الذي لم تستطع الدولة حتى اليوم أن تؤلف حكومة، فكيف للمواطن الغير آمن أصلاً، أن يفكر بالإستثمار ويشتغل ويعيش في لبنان؟!!،. وليس مطلوباً من الدولة أكثر من تأمين الأمن والطمئنية لمواطنيها.
*هل ما نمر بها بشكل عام من أوضاع سيئة تحد من أحلامكم كرئيس للمجلس البلدي، وقد كنتم تتأملون بظروف أفضل؟
يجب علينا أن نتكّيف بواقعنا، وما يشعرنا بالطمأنينة هي المؤسسات العسكرية وبالتأكيد المقاومة بالدرجة الأولى، ومن خلال التجربة سبق وعشنا الكثير من إعتداءات الدولة الصهيونية التي كانت تسرح وتمرح في مناطقنا متمادية بالقتل وتدمير للبيوت والمؤسسات دون رادع أو حسيب لما تقوم به من إنتهاكات مستمرة، لكننا اليوم والحمد لله في رعاية وحماية رجال الله المقاومين الأشاوس الذين يشكلون العمود الفقري لنا نحن أبناء الجنوب، لكي نبقى آمنين مطمئنين ومعنوياتنا عالية في قرانا. وبالتاكيد للمؤسسة العسكرية دوراً مهماً في هذا الأمان والطمأنينة، كذلك الناس، ومن هنا كانت أهمية الثلاثية الماسية (المقاومة والشعب والجيش) التي حفظت الأرض والعرض وأرست الصمود والعيش مرفوعي الرأس بحرية وكرامة وعز في أرضنا. ومن دون شك، الصمود يأتي نتيجة الطمأنينة التي نشعر بها نتيجة دعم وحماية العيون الساهرة على الحدود والتي لولاها لما أستطعنا النوم في بيوتنا وحدودنا مشرعة على عدو مجرم!! لذلك نصلي لله عز وجلّ أن يحميهم ويقويهم حتى نبقى في ديارنا أقوياء، أعزاء، مطمئنين، صامدين وشوكة في عين العدو.
*في ظل دولة مهزوزة، كيف ترى مستقبل لبنان؟
بالتجربة مع الدولة علينا أن نعتمد على أنفسنا، في بلدية "الطيبة" نعتمد على أنفسنا وعلى أهلنا وعلى فعاليات البلدة أكثر مما نعتمد على الدولة، بالتجربة نحن نفتش كيف نخدم أهلنا وكيف نخدم مجتمعنا من دون أن نعتمد على أحد، وبالتالي نحن جزء من هذه الدولة وهذا النظام، وليت الدولة تأخذ من تجربتنا درساً كبلديات، ومن ثم تنظم أمورها ونظامها ومؤسساتها، وكلنا نسمع أن أكبر هدر في الدولة يذهب على الكهرباء، عندنا في بلديات المنطقة وليس "الطيبة" فقط تجارب صغيرة، بحيث أمنت هذه البلديات الموتيرات وفريق العمل وكهرباء 24/24 بأقل كلفة للناس، فاليأخذوا من تجربة بعض البلديات ما يصحح مسارهم، ونحن لا نأخذ من تجربة الدولة التي كلها فشل وهدر وفساد. وعندما تريد الدولة أن تستفيد من البلديات نحن جاهزون لنعطيها خطط العمل الناجح.
*ما أهمية الخدمة التي قدمتموها لأهالي المنطقة ببناء الأمن العام في بلدة الطيبة؟
هذا جزء بسيط من واجبنا تجاه تعاملنا مع خدمات الأمن العام للمواطنين، وأتمنى من الدولة أن تضيف له مبنى للسجلات، وإخراجات القيد، ودائرة نفوس ليخففوا عنا كأبناء المنطقة كلفة مادية وإستغلال الوقت. نتمنى من السياسيين والدولة اللبنانية أن يساعدونا في هذا الموضوع ونحن جاهزون لأي تعاون يخفف الأعباء عن ناسنا، وبالتأكيد عندما ساهمنا بوجود الأمن العام لتخفيف الأعباء عملياً وليس "بريستيج"، وهذا يحتاج لمستلزمات، عليهم أن يكملوه على الأقل بدائرة النفوس.
*هل أنت مستبشر خيراً أو حاسس بتعاسة الأمور كما الكثير من الناس؟
لولا الأمل خاب العمل، نحن ننظر للمستقبل بتفاؤل مهما كانت الأوضاع، لقد أعددنا عدة خطط لكل الإحتمالات التي قد تحدث في المستقبل، نتأمل أن لا نحتاج لخططنا السلبية، حتى تبقى خططنا في دائرة التنمية والإعمار ومواكبة حاجات الناس، وبالتأكيد يجب أن نتأمل خيراً، وهذا بلدنا لن نتخلى عنه.
*هل لديكم مستوصفات تعالج حالات مرضية صعبة؟
على الصعيد الصحي، نحن متعانون مع أهم مؤسسات ناجحة وبالتجربة، وهي: "الهيئة الصحية الإسلامية، مؤسسات الامام موسى الصدر"، التعاون مع الهيئة الصحية يخفف الكثير من التكلفة الصحية عن الناس، كما يلبي حاجات الناس، ونحن جاهزون لأي تعاون مستقبلي أكثر، إذا كانت حاجات الناس تتطلب ذلك.
*مع بداية سنة سعيدة ماذا تقول لأهلك الذين أحبوك في بلدتكم الطيبة؟
نتأمل أن يبقوا بجانبنا، و "يطولوا بالهم علينا"، نحن نعمل أقصى ما عندنا، ونتأمل من الله الرضا والقبول والتوفيق.
*يبقى سؤال بلدة الطيبة كأنها مأخوذة من طيبة أهلها، كيف تم هذا التوافق؟
يسعدني ويفرحني كثيراً، أن مجتمعنا الأهلي في "الطيبة" يمتاز بالطيبة وبالتعاون في كافة المجالات، لسنا مقيدين بالعائلية ولا بالمشاكل السياسية ولا الحزبية، نتفق على خدمة الناس، ومهما أختلفت آرائنا السياسية الطيبة بتجمعنا.
*من أطلق إسم الطيبة؟
أهلها من أطلق عليها إسم "الطيبة"، وهم يستحقون أن يطلق على بلدتهم هذا الإسم لأن الطيبة ميزتهم وسمتهم.
فاطمة فقيه – فؤاد رمضان
مجلة كواليس 19-2-2019
القسم : صفحة رئيس البلدية الحاج عباس ذياب - الزيارات : [1678] - التاريخ : 21/2/2019 - الكاتب : مدير الموقع