افتتاح المعرض الفني الثقافي "الشكر والوفاء" في بلدة الطيبة
إفتتح حزب الله، لمناسبة الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية الايرانية، وبرعاية اتحادي بلديات جبل عامل وبنت جبيل، المعرض الفني الثقافي تحت عنوان "الشكر والوفاء"، باحتفال اقيم في بلدة الطيبة قضاء مرجعيون، بحضور سفير الجمهورية الإيرانية في لبنان محمد جواد فيروزنيا، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، النواب: علي فياض، هاني قبيسي، قاسم هاشم، رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، مسؤول منطقة الجنوب الاولى في حزب الله أحمد صفي الدين، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين، رئيس اتحاد بلديات بنت حبيل عطالله شعيتو،إمام بلدة الطيبة سماحة العلامة الشيخ حسين قازان, رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات البلدية والاختيارية والثقافية والإعلامية والاجتماعية وحشد شعبي.
الزين
بعد كلمة ترحيب من عريف الحفل والنشيدين اللبناني والإيراني، استهل الحفل بكلمة لرئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين قال فيها:"40 عاما مرت على انتصار الثورة وفي كل سنة كانت إيران تقدم نموذجا مجتهدا للقيم والفضائل الأخلاقية من خلال تطبيقات تنموية واجتماعية وثقافية واقتصادية وإنجازات عسكرية وتغييرات جيوسياسية على مستوى العالم".
أضاف" لقد اثرت الثورة الإسلامية في شعوبنا الاخلاق بكل تجلياتها الفردية والاجتماعية، واستمرت هذه القيام الدينية والوطنية والترجمة في لبنان من خلال تجربة المقاومة التي دحرت الاحتلال الصهيوني، ، بالإضافة الى التنمية والعمل والإنتاج والإبداع في بلدتنااشعل بروحها الثورة في فلسطين، وقفت بوجه الإرهاب في سوريا والعراق وساندت القوى التحريرية من اليمن الى فنزويلا، وهو ما احدث وسيحدث تداعيات ستمتد لعقود قادمة".
واكد " لقد قدمت لنا إيران الثورة إلى جانب القيم الأخلاقية والثورية مشاريع التنمية والنهوض، فقد عملت لنا خدمات تنموية، وبنى تحتية لا تقدر بثمن، ونستذكر في هذه المحطة الاخ الشهيد حسام خوش ناويس الذي ترك بصمة لا تنسى على مستوى اعمار وتنمية البنية التحتية للمنطقة".
وختم:" نعاهد سماحة السيد القائد الخامنئي على إكمال ومتابعة المسيرة بقيادة سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله وندعو أبناءنا الى المشاركة الفعالة في فعاليات هذا المهرجان للتعرف اكثر على الجمهورية الإسلامية والنهل من معين هذه الثورة المباركة".
فيروزنيا
بدوره القى السفير فيروزنيا كلمة و جاء فيها: "لا شك أن الثورة الإسلامية المباركة في إيران هي من أهم الثورات واعظمها في التاريخ الإسلامي المعاصر، حيث أنها غيرت مجرى تاريخ هذه المنطقة تغييرا جذريا ومهدت لتطورات كبيرة وحيوية على المستوى الدولي. لقد بادر الشعب الإيراني من خلال ثورته إلى طرد الاميركيين من بلاده وعمل على تقرير مستقبله ، ومنذ تلك اللحظة بدأت اميركا بمناصبة العداء للثورة الإسلامية في إيران، الا ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن خلال عزمها وإرادتها وثباتها وصمودها استطاعت أن تقاوم وتتصدى للولايات المتحدة الاميركية وأذنابها في المنطقة. واليوم، بعد مضي 40 سنة من عمر هذه الثورة نجد ان مقاومتنا استطاعت أن تقهر النفوذ الأميركي في هذه المنطقة".
أضاف: "بطبيعة الحال، فإن الثورة الإسلامية في إيران لم ولن تكون داعية حرب في وجه أي طرف من الاطراف، لكنها مصممة على مواجهة مؤامرات الأميركيين وحصارهم وعقوباتهم وحروبهم الفاشلة، حيث أنها قد وفقت إلى تحويل هذه التهديدات إلى فرص مؤاتية للمزيد من الانتصارات. ان كل إنجازات الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحققت وابصرت النور من خلال مواجهة الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني، وقال سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي: إن ثمن المقاومة والصمود أقل بكثير من ثمن الخنوع والخضوع والاستسلام".
وتابع: "نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظل القيادة الرشيده الحكيمة والشجاعة لسماحة السيد القائد الخامنئي ماضون قدما في مسير ثورتنا من اجل ترسيخ الدولة الكريمة التي نسأل الباري عز وجل أن يعز بها الإسلام . الثورة الإسلامية الكريمة كشجرة طيبة تعطي ثمارها في كل حين فهي المقاومة في لبنان الأبي وفلسطين العزيزة، ونحن نفتخر ونعتز بالمقاومة البطولة والشجاعة في لبنان الشقيق الذي قدم التضحيات وبذل الدماء الزكية ليحقق نصرا الهيا مؤزرا ضد العدو الاسرائيلي، هذه المقاومة الباسلة التي تحولت الى قدوة لكل الشرفاء والأحرار في العالم".
واكمل"إن الثورة الإسلامية في إيران تفتخر أنها احتضنت القضية الفلسطينية المحقة والعادلة منذ اللحظة الأولى لقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولدينا كل الثقة أن هذه المواجهة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية ستؤدي في نهاية المطاف إلى دحر الاحتلال الإسرائيلي وتحرير فلسطين وعودة القدس الشريف الى الشعب الفلسطيني العزيز".
وقال "اود في هذا المقام أن اثمن الكلمة الغراء التي تفضل بها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله واكد من خلالها أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي بلد صديق وشقيق يقف إلى جانب دول هذه المنطقة وشعوبها وأننا نعمل بكل ما أوتينا من قوة لتأمين المصالح المشتركة لدول هذه المنطقة. ونمد يد التعاون المخلص والبناء لكل القوة الوفية لمستقبل هذه المنطقة من أجل تحقيق الاهداف التي نصبو إليها جميعا".
وختم "اما مع لبنان الشقيق فنحن على أتم الاستعداد لتطوير العلاقات الثنائية وتعزيز الروابط في كافة المجالات التجارية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والصحية ومجالات الطاقة والمياه، وصولا الى التعاون العسكري والأمني بالشكل الذي يخدم المصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين".
رعد
ثم القى النائب محمد رعد كلمة جاء فيها:"عند الأربعين يتجاوز الانسان حافة التعقل والوعي ويبلغ مرحلة الرشد، واربعون الثورة الإسلامية المقدسة المباركة هي إيذان بدخولها مرحلة الرشد الحضاري التي تؤهلها لتكون النموذج الذي يقدم للبشرية في هذا العالم المعاصر، على مستوى الفكر الحضاري والقيم الإنسانية، وعلى مستوى الاداء والسلوك والرؤية والمنهج والإنجاز".
أضاف:"الثورة الإسلامية المباركة لم تعد ذكرى اطلق شرارتها حفيد الأنبياء الإمام الخميني. هذه الثورة هي عيد متجدد لأنها في كل لحظة من لحظات الحياة البشرية تبعث حياة وروحا جديدين وعزما وارادة يليقان بالإنسانية والمجتمعات الإنسانية. لقد تجاوزت الثورة خلال الأعوام الأربعين الماضية كل التحديات التي كانت تحول دون تكريس انتصارها ودون إثبات وجودها ودون تدليل على قدرتها على ان تقدم النموذج المميز الحضاري للبشرية".
وتابع:"الامام المغيب السيد موسى الصدر كان يعتبر ان انتصار الثورة الإسلامية حقق حلم الأنبياء لما حملته هذه الثورة من مضامين رسالية بشر بها الأنبياء على امتداد التاريخ. وفي عالمنا المعاصر حين ينهض رجل كهل كالإمام الخميني بهذه الرؤية، وبهذا العزم وبهذه الروحية ليحدث تحولا استراتيجيا على مستوى العالم، ولينهض بنموذج اسلامي رسالي يقدمه نموذجا فكريا وحضاريا ونموذجا سياسيا ونموذجا في الحكمة والسلطة والإدارة والتصدي للتحديات، حينما يقدم رجل بهذا المستوى على هدف بهذا المستوى لا نستطيع الا ان تنحني جباهنا، وان نقدر عظمة هذا الإنجاز الذي تحقق خصوصا انه إنجاز استطاع ان يحضر في الساحة رغم كل المكائد وكل التحديات والصعوبات وكل محاولات الاستئصال والحد والمنع من ان يظهر هذا الوليد الجديد.
واكمل:"خلاف النموذج السياسي والحضاري الحاكم بعد الحرب العالمية الثانية في العالم، نهضت الثورة الإسلامية لتقدم نفسها نموذجا إنسانيا جديدا في عالم الفكر والفن والأدب والقيم والنظام السياسي والسلطة والمعالجات الاقتصادية وغيرها. ولقد استطاعت هذه الثورة عبر تجربتها التي استندت فيها الى احتضان الأمة لقيمها ولخياراتها ولفكرها وعقيدتها ولرؤيتها السياسية،الى قوة حضور هذه الأمة في كل الساحات التي كان يلزم فيها الحضور للتحدي ولمواجهة التحديات".
وقال :"أهمية الجمهورية الإسلامية انها لم تطرح في برنامجها السياسي منهجا او روحية عنصرية وإنما التزمت الحق والعدالة. ومن المفارقات ان ولادة الجمهورية الإسلامية تزامنت مع ارتسام خط التماس الحقيقي للصراع القائم في العالم بين أهل الحق وأهل الباطل، بين أهل الحرية والكرامة الإنسانية، والحق المسلوب والمضيع، وبين المعتدي والغازي والمستكبر والطامع والارهابي الذي يريد ان يتسيد على العالم بالقوة والطغيان وان يقدم الاحتلال كعناصر مشروعة في القانون الدولي، يستدرج الامم للتصويت على تأييد مشروعيتها وبقائها، ولولا الجمهورية الإسلامية لما بان حق وظهر تأييد لأهل حق في هذا العالم المعاصر.
ونحن الذين عايشنا الظلم والقهر والطغيان وتعرضنا لاشرس الاجتياحات العسكرية، قام بها العدو الصهيوني المدعوم من نماذج الدول التي تدعي الديمقراطية زورا في هذا العالم وحماية حقوق الانسان لتفرض السيطرة على كل المنطقة ودولها وشعوبها، ولتسرق ثرواتها ولتنهب كل مواردها ولتتحكم بمصير أجيالها الحاضرة والمستقبلية. مواجهتنا لهذا العدو الاسرائيلي ووقفة العز التي وقفناها في لبنان وبشكل خاص عبر ابنائنا في الجنوب وفي كل المناطق التي استلهمت روح الثورة الاسلامية المباركة، استطعنا ان نقلب الطاولة على من يريد واراد التحكم بمستقبل بلدنا".
وأضاف:"كاد لبنان ان يؤول الى محمية اسرائيلية لولا وقفة شعبنا وأبنائنا المقاومين الذين اسقطوا مشروع الاجتياح واستهدافاته السياسية.
لا شك ان المقاومة قد اطلق شرارتها سماحة الامام السيد موسى الصدر الذي يعتبره الامام الخميني احد انجح تلاميذه، ولكن نهج الامام الخميني الممتد الى الان والى كل المستقبل ان شاء لله سيستمر مسطرا الإنجازات والملاحم والبطولات والانتصارات".
وختم: "نحن اليوم لا نحتفل بذكرى انقلاب عسكري ضد نظام كان يحكم في إيران قبل أربعين عاما، نحن نحتفل بانتصار ثورة تشكل منهجا جديدا ورؤية جديدة، عقلية وسلوكا جديدين في كل مجالات الحياة. وهنا أهمية هذه الثورة التي يتطلع اليها الأعداء على أنها تشكل الخطر الاساس على منهجية ارهابهم وتسلطهم وأطماعهم وعلى منهجية مادياتهم ونفعياتهم التي تزيل أوطانا وشعوبا من اجل ان تحقق رفاها لكيان ما او لعصابة ما في بلد ما من العالم.
الثورة الإيرانية المباركة ستبقى ادانة مستمرة لكل النهج الذي لا يقيم للانسان وزنا ولا يعترف بالشخصية الإنسانية التي ارادها الله ان تكون خليفته في الارض. هذه الإدانة هي التي تشكل مادة الصراع المستمر والذي لن ينتهي الا بانتصار الإسلام المحمدي الأصيل وبانزواء الفكر المادي النفعي المتطاول على الانسان وعلى المجتمعات البشرية".
وفي ختام المهرجان قدم كل من رئيس اتحاد جبل عامل علي الزين ورئيس اتحاد بنت جبيل عطالله شعيتو الدروع التكريمية لكل من السفير الإيراني فيروزنيا والنائب رعد عربون شكر وتقدير.
وتجدر الاشارة إلى أن المعرض الذي يقام تأكيدا على وفاء شعب المقاومة لجمهورية الثورة وشعبها، يتخلل العديد من الزوايا التي تظهر حال الجمهورية بعد انتصار الثورة، لا سيما في ما يتعلق بالمنجزات التي حققتها على كافة الصعد، وسيستمر حتى مساء يوم الاحد، على أن يتضمن عرض أفلام وثائقية عن إيران، وفعاليات ثقافية وسياسية ومسابقات وجوائز ولقاءات وندوات حوارية من وحي المناسبة.
القسم : اخبار البلدية - الزيارات : [1214] - التاريخ : 9/2/2019 - الكاتب : مدير الموقع