مشاريع بلدية تحمي تراث بلدة الطيبة وأملاكها العامة.
داني الأمين
سنوات طويلة على الاحتلال الاسرائيل، ساهمت في ردم محطات ومآثر كثيرة كانت تمجد بلدة الطيبة، القابعة في نقطة وسط، بين قرى قضاء مرجعيون..فكان الاحتلال يمعن في القضاء على اثارات البلدة ومحطاتها التاريخية والنضالية..بدءا من ساحة البلدة التراثية، مرورا بعين الماء الفريدة ببنائها وجمال دورها عبر الزمن، وصولا الى ” تلة العويضة” التي تطل على فلسطين المحتلة وبلدات جبل عامل ، والتي كانت مكانا يتسابق اليه المقاومون الذين اتخذوا فيه مواقع قتالية عبر الزمن لمواجهة الاحتلال. لهذا كله، وأكثر، استطاعت بلدية الطيبة خلال السنوات الطويلة الماضية، ان ترمم ما يمكن ترميمه من ذاكرة البلدة ودورها، بدءا بالحجر، بعد ان عملت على ترميم الابنية التراثية داخل ساحة البلدة الرئيسية، بالتعاون مع قوات اليونيفل، وشيدت حديقة عامة جميلة، مكان بركة الماء العتيقة، لتصبح الحديقة منطلقا لمهرجانات ” لاقونا عالطيبة” التراثية، والتي بات يحضرها ويشارك فيها المئات من الاهالي كل صيف.في المكان القريب من تلة المشروع حرج جميل ، عمدت البلدية الى الحفاظ عليه، وشراء العشرات من الاراضي الاضافية، للحفاظ عليه، وانشات بداخله حديقة طبيعية جميلة، اصبحت ملتقى للاهالي، كما عملت البلدية على شراء عشرات الدونمات من الاراضي في اماكن مختلفة وعملت على تشجيرها مع الاف الدونمات الاخرى، التي استطاعت البلدية مسحها وتثبيت ملكيتها في عداد الملكيات العامة، وهي بذلك تصبح البلدية الاولى في جبل عامل التي استطاعت الحفاظ على مشاعاتها اثناء عمليات التحديد والتحرير الالزامية، اضافة الى كونها ضمت اليها مساحات جديدة اشترتها من صندوقها الخاص.وبهذا ثبتت الملكية العامة واحاطت منطقة العويضة بسياج ، بعد ان بدأت بتشجيرها، بالاف الاشجار الحرجية، وتوظيف من يهتم بها بشكل دوري. اكثر من 15 الف شجرة حرجية تمت زراعتها في مشاعات بلدة الطيبة، وهي بحسب رئيس البلدية الحاج عباس ذياب ستزداد ليقارب عددها 70الف شجرة.مبينا ان “البلدية ومخاتير البلدة ساهموا في الحفاظ على المشاعات التي تم تحديدها وانشاء محاضر فيها بالتعاون مع القوى السياسية ووزير المالية” . وقد تم تحويل تلة العويضة ومنطقة اخرى الى محميتين جميلتين، على امل ان تصبحا حديقتين جميلتين يستفيد منهما الاهالي. كما تم ترميم عين الطيبة وتجهيزها بما يلزم لكي تبقى خالدة تجسد جزءا اساسيا من تراث البلدة ومنطقتها.في ساحة الطيبة تستخدم البلدية مركزا تراثيا جميلا كمكتبة عامة، تقام فيها النشاطات الثقافية المختلفة، اضافة الى كونها تضم عددا كبيرا من الكتب للمطالعة والتنشيط الثقافي، وعلقت على جدرانها الداخلية صورا من تاريخ البلدة العتيق، لتنقل الى ذاكرة الاجيال الحديثة دور البلدة التاريخي ونمط حياتها وعشقها للمقاومة واهلها.